البغدادي
AdMiN elbughdadi
عدد الرسائل : 77
العمر : 41
الموقع : https://elbughdadi.yoo7.com
العمل/الترفيه : ادمين الموقع
الدوله : 
تاريخ التسجيل : 24/01/2009
 |  موضوع: الفيلسوف العربي " الكندي "  الأحد 25 يناير 2009, 8:12 am | |
|  الكندي " فيلسوف العرب " هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس
ويستمر اسمه حتى يعرب بن قحطان . عاش فيما بين عامى ( 185- 252هـ ) و ( 796 – 863 م ) . طبقا لما انتهت له الدراسات حول سيرته .
أنه واحد من العباقرة المشهورة فى العالم كله . فهو رجل ذو عقلية موسوعية فذة . فكان رائد فى أكثر من ميدان علمى . قال عنه أحد المؤرخون العرب ( إنه فاضل دهره وواحد عصره فى معرفة العلوم بأسرها وفيلسوف العرب . كان عالما بالطب والفلسفة والحساب والهندسة والمنطق والنجوم ) .
ولد الكندي بالكوفى وبها تعلم القراءة والكتابة والنحو والعربية والفقه وعلم أصول الدين . ولكنه انصرف عن علم الكلام الى علم الطب والفلك والرياضيات والفلسفة . ففسر كتاب الفيلسوف اليونانى أرسطو وكان يصلح الكتب المترجمة بأسلوبه العربى الفصيح وألف كُتباً مبتكرة جعلت مؤرخى الفلسفة الإسلامية يصفونه بأنه ( فيلسوف العرب الأول ) فقد كان أول من أطلق عليه لقب فيلسوف عند المسلمين . فبحوثه فى الطبيعة تأكد انه عالم طبيعى يمتاز أسلوبه بالعقلانية فهو ينظر للظاهرة فى محيطها ويفسرها فى واقعها دون تهويم مثالى . فيتعرض مثلاً لمسألة الحياة على الأرض مؤكد على أن الشمس هى السبب فى وجود هذه الحياة , ويفسر ظاهرة المطر تفسيراً فيه كثير من معطيات العلم المعاصر , ويحلل ظاهرتى البرق والرعد تحليلا فيزيائياً , ويؤكد على حتمية فعل أحد العناصر الأربعة ( الماء والهواء والنار والتراب) فى تفسير اللون وسبب وجوده فى الأشياء , ويطبق مبدأ ( التناسب الهندسى ) فى معالجة الأمراض واستحضار الأدوية .
كان الكندي أول من وضع قواعد علم الموسيقى فتبعه الفيلسوفان العربيان ( الفاربى , ابن سينا ) وليس معنى هذا انه ابتدع هذا العلم ابتداعاً ولكنه تلقى التراث اليونانى وطبقة على الموسيقى العربية بما يتلاءم مع الذوق العربى فى الغناء ويتفق مع ما كانوا يستخدمونه من آلات ومع ما كانوا قد ورثوه فى تقاليدهم من ألحان , وكتبه فى الموسيقى بقيت ضوءا استضاء به كل من جاء بعده وطبع من هذه الكتب الاتى ( كتاب فى خبر صناعة التأليف / كتاب المصوتات الوترية / كتاب أجزاء خبرية فى الموسيقى / كتاب فى تأليف النغم وصنعة العود / الرسالة الكبرى فى التأليف ) .
للكندي مؤلفات غزيرة بلغت مائتين وستين كتاباً ورسالة فى شتى فروع المعرفة . فلقد استهل حياته متكلماً معتمد على ( العقل ) ومضى فى طريق الفلسفة الإسلامية بعقلية علمية للتوفيق بين أصول الشرع وأصول المعقولات , واعتمد على ( العقل ) لا ( النقل ) فى تفسير وتبرير مسائل كثيرة معقدة . ثم توسع على طريقة علماء عصره الموسوعيين ونهج منهج مفكرى عصر النهضة الأوربيين فأصبح له فى الحساب ( كتاب ورسالة ) وفى الفلك (61) وفى الهندسة (32) وفى النجوم (61) وفى الطب (22) وفى السياسة (21) وفى الفلسفة (22 كتاب ورسالة ) وفى الطبيعة (33) وفى الموسيقى (7) وفى المنطق (9) وفى النفس (5) . كما له فى الجدل والأحكام ما يجعله فخر العقل العربى وفيلسوف الحضارة العربية فى القرن التاسع الميلادى .
يعد الكندي هو أول من صنف العلوم عند العرب فقسم العلوم لقسمين ( علوم دينية , علوم فلسفية ) وتبعه فى ذلك سائر الذين صنفوا العلوم بدءا من الفارابى وحتى ابن خلدون . كما أنه هو أول عربى مسلم مهد للفلسفة سبيل الانتشار بين العرب وفى ظل الإسلام فلم يكن فى العرب من اشتهر عند الناس بدراسة علوم الفلسفة غير الكندي .
لقد لخص الكندي مذهبه الفلسفى وحدد له غرضا أراد الوصول إليه . والغرض هو إثبات الواحد الحق وهو الله عز وجل . ولما كان الإسلام يهدف الى الوحدانية وان الله الواحد هو مبدع العالم من العدم وكانت الفلسفة فى صميمها تبغى معرفة الإله الواحد الحق . أذن فلا تعارض بين الدين والفلسفة أو بين الحكمة والشريعة وعلى هذا رأى الكندي أن الاشتغال بالفلسفة ليس كفراً .
ولقد ضرب لنا الكندي مثلاً فى تواضعه حين قال ( العاقل من يظن أن فوق علمه علماً أبداً يتواضع لتلك الزيادة , والجاهل يظن أنه تناهى فتمنعه النفوس لذلك ) . | |
|
